الحل لعداوة الشيطان
للكاتب : الشيخ/ هاني حلمي
بعد أن علمنا العداوة الضارية التي بين العبد والشيطان ..
إذًا، ما هو الحل لعداوة الشيطان؟؟
عليك باللجوء إلى ربِّك -سبحانه وتعالى-، يقول -تعالى-: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36].
وللشيطان طرق ووسائل للدخول على العبد في الصلاة، فإذا أُغلقت هذه الأبواب، لن يتمكن من الدخول..
يقول ابن القيم في (الوابل الصيب): "وقد روي أن العبد إذا قام يصلي قال الله -عز وجل-: ارفعوا الحجب، فإذا التفت قال: ارخوها.. وقد فُسِّر هذا الإلتفات بإلتفات القلب عن الله -عز وجل- إلى غيره، فاذا إلتفت إلى غيره أرخى الحجاب بينه وبين العبد فدخل الشيطان وعرض عليه أمور الدنيا وأراه إياها، وإذا أقبل بقلبه على الله ولم يلتفت لم يقدر الشيطان على أن يتوسط بين الله -تعالى- وبين ذلك القلب.. وإنما يدخل الشيطان إذا وقع الحجاب فإن فرَّ إلى الله -تعالى- وأحضر قلبه، فرَّ الشيطان فإن التفت حضر الشيطان.. فهو هكذا شأنه وشأن عدوه في الصلاة".
فعليك أن تستحضِر قلبك في الصلاة.. لكي لا تدع للشيطان فرصة لكي يسرق من خشوعك وبالتالي حسناتك.
واعلم أن عداوة الشيطان ليس لها حد، فهو لا يقنَّع منك بالمعصية فقط؛ بل إن غايته الكبرى هي أن تكفر، لأنه قد طُرِد من الجنة بسببك؛ ولذلك يريد أن يحرمك من دخولها بأن يوقعك في الكفر والعياذ بالله، يقول -تعالى-: {.. إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72].
فإن لم يستطع أن يوقعك في الشرك، أوقعك في البدعة، فإن لم يستطع أن يوقعك في البدعة، حاول معك حتى تخوض في كبائر الذنوب، فإن كنت متوقي الحذر من الكبائر، رضي منك بالصغائر وصغيرة على صغيرة حتى تصل إلى الكبائر، فإن كان الإنسان موفقًا ولا يقع حتى في الصغائر، فإنه يحاول أن يجعله يغوص في بحر المباحات حتى لا يصل إلى المستحبات، فإن كنت ترتع في حدائق المستحبات وتركت المباحات، فإنه يحاول أن ينقلك من المستحب الأعلى إلى المستحب الأدنى.
قال -تعالى-: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا..} [فاطر: 6].
الشيخ هاني حلمي