السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا
هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله ,
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن
إلا وأنتم مسلمون )
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة
وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به
والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا
يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
) , أما بعد ,
أحبتي في الله ,
كثيرا ما نسمع بعد حديث معين كلمة (حديث صحيح)
, أو (حديث ضعيف) , وأحيانا يسمع المرء
منا حديثا فيعيد روايته كما سمعه فيجد بعض إخوانه أو معلميه يقول له : لا
تحدث بهذا الحديث , إنه حديث ضعيف .. فما الفارق بين الحديث الصحيح والضعيف
؟ وكيف يفرق العلماء بينهما ؟ وكيف نتحقق نحن من صحة الحديث قبل روايته ؟
هذا ما سنحاول التعرف عليه في هذا الموضوع إن شاء الله عز وجل .
أولا : ما هو الحديث الصحيح و ما هو الحديث
الضعيف ؟؟؟
الحمد لله
الحديث الصحيح هو الحديث الذي ثبتت صحته
عن النبي صلى الله عليه و سلم و بالتالي نأخذ منه أحكامنا و شريعتنا , اما الحديث الضعيف فهو لم يثبت عن النبي صلى الله
عليه و سلم لذلك لا يصلح ان يكون مصدرا لديننا .
و في علم الحديث يعرف الحديث الصحيح على انه : ( ما
رواه العدل تام الضبط عن مثله بسند متصل غير معل و لا شاذ ) , و
هذا تعريف عظيم لمن اراد دراسة علم الحديث و يشتمل على فوائد عظيمة , لكن
ليس هذا مجال التوسع في شرح مفرداته.
ثانيا : ما اهمية ان نعرف الحديث الصحيح من
الضعيف ؟؟
الحمد لله
إن الاسلام كله يقوم على اساسين ثابتين لا يمكن الاستغناء بأحدهما عن الاخر
, هذان الأصلان هما كتاب الله تعالى و سنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم ,
و عليهما تبني أحكام الشريعة , و منهما ناخذ عقيدتنا التي نرجو بها الفوز
في الدنيا و الاخرة , لذا فإن من الضروري على من أراد تعلم الدين أو تعليمه
ان يميز الحديث الصحيح من الضعيف , لأنك حين تنقل حديثا عن النبي صلى الله
عليه وءاله وسلم فأنت بذلك تقول : هذا هو دين الله تعالى , وهذا أمر عظيم
وأمانة لا يصح التهاون فيها .
ولشدة خطورة هذا الأمر حذر النبي صلى الله عليه وءاله وسلم تحذيرا شديدا من
الكذب في النقل عنه فقال : ( إن كذبا علي ليس ككذب على
أحد , فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) رواه مسلم
وغيره .
وليس الكذب فقط في أن تتعمد وضع الكذب ,, بل أيضا حين تنقل الحديث وأنت
تعلم كذبه ولا تبين ذلك , فعن رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم أنه قال :
( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين
). رواه مسلم .
فالتحري في معرفة صحة الحديث وسلامة نسبته إلى النبي صلى الله عليه وءاله
وسلم واجب محتم , قبل أن تنقل الحديث إلى الناس وتبني عليه أحكاما شرعية
تلزم نفسك وغيرك بها .
ثالثا : هل يوجد ما يضمن أن السنة المطهرة
محفوظة من العبث و التبديل ؟
الحمد لله
نعم , فان الله تعالى يقول : ( إنا نحن نزلنا الذكر و
إنا له لحافظون ) , قال اهل العلم : و حفظ القرءان يستلزم حفظ ما
يفسره و هو السنة .
وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( ألا إني أوتيت
الكتاب ومثله معه , ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن
فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه , وإن ما حرم
رسول الله كما حرم الله ) رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه
وأحمد بسند صحيح .
فالسنة مفسرة للقرءان , كما أن فيها من الأحكام ما يكمل دين الإسلام مما
ليس في القرءان , ومن أراد ان يستغني بالقرءان عن السنة فهو ضال مبتدع حذر
منه النبي صلى الله عليه و سلم كما في هذا الحديث , و ذلك من معجزات نبينا
محمد صلى الله عليه و سلم حين اخبر ان أمثال هذا الرجل سيأتون , و قد ظهروا
بالفعل منذ زمن كما اخبر الحبيب صلى الله عليه و سلم , وهم طائفة ضالة
سموا انفسهم القرءانيين - والقرءان من قولهم بريء - وأنكروا السنة و ما زال
بعضهم موجودا حتى الان .
خامسا : كيف نعرف الحديث الصحيح من الضعيف ؟
الحمد لله
قيض الله تعالى لهذا العلم علماءً أفذاذا , قضوا حياتهم في دراسة حديث
النبي صلى الله عليه و سلم , ووضعوا قواعد وضوابط شديدة لمعرفة الحديث
الصحيح من الضعيف , و من هنا نشأ علم الحديث الذي هو في حد ذاته من خصائص
دين الإسلام ومميزاته العظيمة , فقد حفظ الله تعالى بهذا العلم العظيم دين
الإسلام من التحريف والتبديل , وتفرع عن علم الحديث علم يسمى علم الرجال ,
وهو العلم الذي يعنى بدراسة أحوال رواة الحديث , من حيث الصدق و الكذب ,
والعدالة و الفسق , فلا يؤخذ الحديث الا من الثقة العدل , وفق الضوابط
والشروط التي حددها العلماء في هذا الفن .
سادسا : كيف نعرف نحن - غير العلماء - الحديث
الصحيح من الضعيف ؟
الحمد لله ,
نسأل أهل الذكر , وهم علماء الحديث , إما بالسؤال المباشر أو بالرجوع إلى
كتبهم وتحقيقاتهم .
فهناك مصنفات حديثية لبعض العلماء الأجلاء التزمت الصحة في جميع أحاديثها ,
فهذه يؤخذ منها الحديث مباشرة , وأشهرها : صحيحا البخاري و مسلم , و هما
اصح كتابين بعد كتاب الله تعالى .
و هناك مصنفات فيها الصحيح و الضعيف , مثل كتب السنن : ( كسنن النسائي و
الترمذي و ابي داوود و ابن ماجه ) , و المسانيد (كمسند الإمام أحمد وغيره )
, ومثل المعاجم الحديثية ( كمعجم الطبراني الصغير والأوسط والكبير ) ,
والجوامع أو المجامع الحديثية ( وأشهرها : الجامع الصغير والكبير للإمام
السيوطي , وكنز العمال للمتقي الهندي ) , و غير ذلك من أنواع المصنفات
الحديثية .
فعندما تنقل حديثا من المصنفات الصحيحة ( البخاري و مسلم ) فعليك فقط ان
تتاكد ان الحديث موجود بالفعل في البخاري او مسلم , و بذلك تعلم صحته .
و عندما تنقل حديثا عن غيرهما - و انت لست عالما بالحديث وتحقيقه - فعليك
الرجوع الى أقوال العلماء المحققين الذين يحققون الاحاديث و يفصلون الصحيح
من الضعيف , و من هؤلاء العلماء على سبيل المثال لا الحصر: الإمامان الذهبي
وابن القيم رحمهما الله و غيرهما .
و من أئمة عصرنا هذا الشيخ العلامة الامام ناصر الدين الالباني غفر الله له
و رحمه و نفع بعلمه و عمله , و الشيخ احمد شاكر رحمه الله .
و الشيخ الالباني قد صنف اربعة مصنفات عظيمة جمع فيها أكثر الاحاديث
الصحيحة و الضعيفة و حكم على كل منها بدرجته من الصحة و الضعف , و هذه
المصنفات هي :
1- صحيح الجامع الصغير
2- ضعيف الجامع الصغير
وهما - بمجموعهما - عبارة عن تحقيق لكتاب الجامع الصغير للإمام السيوطي
رحمه الله , ثم :
3- السلسلة الصحيحة
4- السلسلة الضعيفة
بالاضافة الى تحقيقه عدد من كتب السنة مثل سنن ابي داوود و ابن ماجه و
النسائي ومشكاة المصابيح وغيرها .
سابعا : كيف نستطيع أن نميز بطريقة سريعة و
مباشرة - أثناء كتابة موضوع معين أو نقله - الحديث الصحيح من الضعيف ؟
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم وفيرة كثيرة , ومنها تيسير الحصول على
العلم الشرعي مع زيادة وسائل التقنية الحديثة وإمكاناتها .
إن العالم فيما مضى كان يسافر شهرا على دابته للحصول على حديث واحد , أما
اليوم فيمكن لطالب العلم استعراض مئات الاحاديث و معرفة تخريجها و درجتها
بسهولة ويسر -بإذن الله عز وجل- .
هناك الكثير من المواقع على الشبكة التي اهتمت بهذا الامر , و حوت مكتبات
الكترونية تشمل الكثير من الموسوعات الحديثية , ومواقع تتيح سؤال أهل العلم
عن درجة حديث معين وهم يفيدونك بالجواب , بالإضافة الى اسطوانات الموسوعات
الحديثية التي تنتجها شركات البرامج الاسلامية , و أخيرا هناك برامج
موجودة على الشبكة يمكن تحميلها و الاستفادة منها .
و هنا أنصح من يريد ان ينقل حديثا عن النبي صلى الله عليه و سلم أن يبحث عن
الحديث في مصدر أو أكثر من هذه المصادر التي ذكرناها , فيمكنه مثلا البحث
في اسطوانة و موقع , او موقع و برنامج , و هكذا .. و الأمر لا يكلف بضع
ثوان , و لكنه من الأهمية بمكان , حتى لا يشملنا الوعيد الخاص بمن يحدث
الكذب عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم .
الان نستعرض بعض هذه البرامج و المواقع :
اولا : المواقع
1-
موقع الدرر السنية , و هو موقع رائع يعرض الحديث و تحقيقه و
تخريجه : سم الله و اضغط على الرابط التالي :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
2 – موقع الإسلام و هو موقع اسلامي مميز تحت إشراف وزارة الشئون
الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة , و به موسوعة حديثية وفقهية
(يمكنك كتابة الكلمة المراد البحث عنها ثم تحديد مجال البحث ليعطيك عددا
كبيرا م الكتب التي تحوي تخريج الحديث ) , بالإضافة إلى ركن خاص
بالاستفسارات : سم الله واضغط على الرابط التالي :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
3- موقع الشبكة الإسلامية , وهو كسابقه في المكتبة الحديثية الضخمة , وبه
كذلك ركن متميز للاستفسارات :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ثانيا البرامج :
1- برنامج مكتبة الألباني : برنامج اكثر من رائع , أنصح بشدة
باقتنائه لكل مسلم .
يحوي العديد من المؤلفات الفقهية و الحديثية للشيخ العلامة الالباني رحمه
الله تعالى , و به مصنفات الاحاديث الصحيحة و الضعيفة و غيرها , و استعماله
سهل و رائع و برمجته متميزة , و قد بحثت عن رابط لتحميله , و ها هو ذا
الرابط من موقع المشكاة الاسلامي ( ارجو سرعة التحميل قبل سقوط الرابط لان
البرنامج ثمين و قد سقط اكثر من رابط له في عدة مواقع قبل ذلك ) :
للتحميل :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
2- برنامج الموسوعة الحديثية المصغرة و هو برنامج صغير و رائع ,
يحتوي الجامع الصغير و عليه تعليقات الشيخ الالباني رحمه الله , مع شروح
لكثير من الاحاديث , و انصح بتنزيله , و هذا رابط التحميل :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
3- برنامج موسوعة الحديث الشريف - إصدار وزارة الأوقاف المصرية ,
هذا البرنامج يعتبر بمثابة موسوعة شاملة للبحث فى الأحاديث حيث يبحث
البرنامج فى اثنى عشر كتابا من أمهات كتب الحديث مثل : صحيح البخارى ، صحيح
مسلم ، سنن ابن ماجة ، سنن الترمذى ، سنن أبى داوود سنن البيهقى ، مسند
الإمام أحمد ، موطـأ الإمام مالك ،،، وغيرها من كتب الحديث الأخرى
إذا أردت نصيحتي لاختيار البرامج المناسبة فإني أنصح بهذا البرنامج مع
برنامج مكتبة الألباني ( أول برنامج )
وهذا رابط التحميل :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
4- برنامج موسوعة شرح الحديث الشريف , فتح البارى شرح صحيح البخارى ,
وشرح صحيح مسلم , وغيرهما
صفحة التحميل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
جميع الروابط مباشرة وسريعة بفضل الله تعالى .
و الحمد لله رب العالمين.